بسم الله الرّحمن الرّحيم

ترحّب الجزائر بأصحاب الجلالة والفخامة والسّمو، قادة الدول العربية الشقيقة وضيوف الجزائر والوفود المُشاركة في القمّة العربية العادية الحادية والثلاثون وهي تحتفل بالذكرى (68) لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة.

لقد كانت هذه الملحمة البطولية، التي سكنت وجدان الأمة العربية وظلت حاضرة بوهجها في ضمير أحرار الإنسانية جمعاء، عنوانا لوحدة الصف العربي ولأسمى معاني تضامن الدول والشعوب العربية والتي تجلّت في أروع صور الدعم والمساندة لمقاومة وكفاح الشعب الجزائري التحرري.

بدورها الجزائر، ومنذ انضمامها إلى جامعة الدول العربية، بُعيْد أسابيع من استقلالها، وانطلاقا من انتمائها العربي وإيمانا منها بحتمية المصير المشترك وما يمليه واجب التضامن، فقد ظلت ملتزمة بالدفاع عن قضايا الأمة العربية والدفع بالعمل العربي المشترك، ولم تتخلف أبدا في تلبية واجب مساندة الدول الشقيقة وتسخير إمكاناتها حين الخطب وعند الشدائد والأزمات.

وتنعقد قمة الجزائر في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة وأحداث حساسة وسياقات صعبة، مما حدا برئيس الجمهورية، السيد عبدالمجيد تبون، على جعل وحدة الصف ولم الشمل ونبذ الفرقة وتغليب التوافق والائتلاف على التنافر والاختلاف، عنوانا للقمة وهدفا أسمى لها.

وحرصا منه على توفير وتهيئة جميع ظروف نجاح هذا الموعد العربي المتجدد، فقد كرّس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون سنة التنسيق والتشاور مع أشقائه القادة العرب وجعلهما كأرضية خصبة ووسيلة مثلى لبلوغ الأهداف المسطّرة والتي تطمح إليها الشعوب العربية قاطبة.

ووفاءا منها لتاريخها التحرري المجيد والتزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وباعتبارها قضية العرب المركزية ، تسعى الجزائر لوضع القضية الفلسطينية في صلب أولويات القمة العربية، وبلورة موقف موحد يدعم حقوق الشعب الفلسطيني من خلال تفعيل مبادرة السلام العربية.

من أنشاص بمصر 1946 إلى الجزائر 2022، مرورا بعواصم وحواضر عربية عدة، منها ثلاث محطات سابقة بالجزائر، وعلى مر سبعين سنة ونيف، وعبر الأوطان والأزمان، ومن خلال أحداث جسام، خطت جامعة الدول العربية طريقها وكرست وجودها كــ"بيت للعرب"، يجمع آمالهم ويحقق طموحاتهم.

تسعى الجزائر التي تتشرف باستضافة القمة العربية، من جديد، لتعزيز قيم التعاون والتضامن والدفع بالعمل العربي المشترك لضمان مكانة لائقة للأمة العربية،وتمكينها من ممارسة دورها الريادي على الساحة العالمية،بما يميزها موقعها كملتقى للحضارات والثقافات،ومقدراتها الاقتصادية ومؤهلاتها البشرية في مواجهة التحديات المشتركة والاستجابة لتطلعات شعوبها التواقة لقيم وروح الوحدة والمصير المشترك، وبما يدرأ عنها مخاطر ظروف دولية ما فتئت تزداد تعقيدا.

لقد سخّرت الدّولة الجزائرية، كل الإمكانات والجهود وهيأت جميع شروط نجاح أعمال القمّة، بالتنسيق الوثيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربيّة وباستجابة ودعم من الدول العربية الشقيقة بغية جعل هذا الموعد العربي منارة مضيئة في مسار العمل العربي المشترك وفرصة مواتية لتعزيز اللحمة والوحدة العربية.

وتعمل الجزائر التي قطعت أشواطا مهمة في مجالات التحول الرقمي واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، على توفير جميع الشروط الضرورية حتى تكون قمة الجزائر 2022، أول قمة عربية " بدون ورق ".

تجددُ الجزائر ترحيبها الحّار بالوفود المشاركة في هذه القمة والتي أبت إلّا أن تشارك الشعب الجزائري احتفالاته بثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة وتتطلع أن تتوج أشغال القمة بالنجاح بفضل تظافر جهود الجميع،
والله ولي التوفيق.